Flag Counter

Flag Counter

Sunday, May 21, 2017

ماهو الدور الذي تلعبه المنظمات الغير حكومية فيما يتعلق بأجندات تقليص النمو السكاني؟

الشعوب التي تلهث وراء لقمة العيش ودخلها الذي يتناقص بإستمرار بسبب التضخم وغلاء الأسعار وغارقة بالدين بسبب ذالك, فإنها أقل إحتمالية لكي تقوم بالتمرد أو حتى مجرد التفكير بذالك.
أحد الأدوات التي تم إستخدامها بفعالية هي المنظمات الغير حكومية (NGO) والتي كانت ومازالت اداة لتمويل الإضطرابات والثورات في مناطق مختلفة من العالم خصوصا مايطلق عليه الربيع العربي وتمرير أجندات للإيحاء بأنها تتمتع بالقبول والشعبية. أحد الميزات التي تتمتع بها المنظمات الغير حكومية هو أنها مستثناة من الضرائب والمراقبة عليها ضعيفة نوعا ما حيث يلجأ المسؤولون عنها إلى البكاء لوسائل الإعلام بحجة التضييق على الحريات في حال حاولت الحكومات تطبيق القوانين المتعلقة بمصادر تمويلها.
الهدف الرئيسي لتلك المؤسسات الغير حكومية(NGO) المرتبطة بكبريات الشركات النفطية ومعاهد التفكير والأبحاث هو الحد من النمو السكاني في دول العالم الثالث خصوصا في أفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية. إن الدعاية لتلك الغاية بإستخدام الوسائل المرئية والمسموعة والمقروئة وإستهداف دول كالصين, الهند, البرازيل أو في الوطن العربي السعودية ومصر يحقق مجموعة أهداف مستقبلية تصب كلها لصالح الشركات الكبرى والعملاقة.
أول تلك الأهداف هو الحد من القوة الشرائية والإقتصادية التي يتمتع بها السوق الداخلي لتلك الدول وتقليص البدائل في حالة الأزمات الإقتصادية. دول مثل الصين والهند بتعدادها السكاني الهائل تشكل سوقا واسعا ومربحا لكافة انواع الشركات والخدمات والحد من النمو السكاني سوف يقلص أعمال الشركات المحلية لصالح الشركات العالمية الكبرى والتي تتمتع بأفضلية خصوصا في المجال التكنولوجي وتوفرها على رأس المال. سوف يكون الإتجاه في الصين في المستقبل هو رفع القوة الشرائية للمواطنين وقيمة العملة الصينية وذالك بهدف الإستفادة من النمو المستمر للسوق الداخلية الواعدة. تخيلوا مصير الصين أو الهند في حال كان تعداد سكان الكرة الأرضية 500 مليون؟
ثاني تلك الأهداف هو سهولة التعامل مع كتلة سكانية أقل حجما وذالك على المستوى العالمي. أجندات النمو السكاني لا تستهدف دولا مثل أيسلندا أو اليونان أو إسبانيا وهي دول تعاني أصلا من معدل ولادات منخفض وتكاد تشرف على الإنقراض حضاريا وإقتصاديا لولا المهاجرين إليها خصوصا من دول مثل المغرب العربي وشمال أفريقيا. تلك الأجندات تستهدف دولا مثل الصين والهند ومصر التي تتمتع بفائض سكاني من الذكور على حساب الإناث وهو يعد خللا ديمغرافيا من وجهة نظر مختلفة لها تبعات إجتماعية ولكن في الوقت نفسه تنظر إليها دوائر صنع القرار في الغرب ومعاهد التفكير والأبحاث نظرة قلقة.
ثالث تلك الأهداف هو تقليص الكتلة العسكرية التي من الممكن أن تدافع عن السيادة الوطنية لتلك البلدان في وجه الهجمة الشرسة من قبل كبريات الشركات العالمية التي لن تسمح بخروج تلك الأسواق المربحة من نطاق عملياتها التجارية. الصين تمتلك أكبر قوات عسكرية عاملة في العالم حيث يبلغ تعداد القوات البرية لوحدها مايزيد عن 1.6 مليون مقاتل.
المفهوم الرئيسي لأجندات المنظمات الغير حكومية أن البشر ملوِّثون وقد قام هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأمريكي بتقديم مذكرة(NSSM-200, National security study memorandum 200) والتي كانت بعنوان(Implications of Worldwide Population Growth for U.S. Security and Overseas Interests)(تأثير النمو السكاني العالمي على أمن الولايات المتحدة ومصالحها وراء البحار - دراسة الأمن القومي - إن إس إس إم 200) والتي جعلت تقليص النمو السكاني على المستوى العالمي وللمرة الأولى أولوية للسياسة الخارجية الأمريكية.
كانت النخب الحاكمة والأسر التي كانت مسيطرة على حركة التجارة ورأس المال حول العالم قلقة من نزعة عالمية قد تتبلور بالتسائل عن تلك الأسر النخبوية وكيفية سيطرتها وتحكمها بكميات هائلة من الأموال في حالة إستمرار الإزدهارالإقتصادي والتنمية الإقتصادية لفترات زمنية طويلة بدون أزمات وكوارث إقتصادية وسياسية وإجتماعية لإشغال السكان حول العالم عن التفكير بالكيفية التي تمكنت بها مانسبته 1% من السكان من السيطرة على أكثر من 50% من الثروات في العالم.
هناك أدوات أخرى تعد فعالة وتم إستخدامها في الفترة التي سبقت الأزمة النفطية سنة 1974 ومازالت مستمرة إلى وقتنا الحالي مثل مؤتمر التغيير المناخي(The Climate Change Summit) ومؤتمر الأرض(Earth Summit) والذي بدأ بالإنعقاد في العاصمة السويدية ستوكهولم سنة 1972 وهيئة المحافظة على البيئة(1001-ِ A nature trust) والتي قام بتأسيسها الأمير الهولندي بيرنهارد(Prince Bernhard of Lippe-Biesterfeld) الذي يعد مؤسس مايعرف بإجتماعات بيلدبيرغ(Bilderberg) والراعي الرئيسي لتلك المؤسسة.
هيئة المحافظة على البيئة(1001-ِ A nature trust) والذي يعتبر الأمير الهولندي بيرنهارد(Prince Bernhard of Lippe-Biesterfeld) مؤسسها سنة 1961 حيث تحوم حوله شبهات حول عضويته في الحزب النازي الألماني يتم توجيه الدعوات سنويا وبطريقة حصرية للتباحث حول دعم مايعرف بالصندوق العالمي للحياة البرية(WWF-World Wild Fund) حيث صرح العضو المؤسس بيترماركهام سكوت(Sir William Markham Scott) بأن السكان هي المشكلة الأكبر التي يعاني منها العالم وأنه يتوجب وضع حد أعلى لسقف النمو السكاني العالمي.
العالم برأيهم كان مليئا بالفقراء ممن لاتسمح لهم دخولهم بالإنفاق وتسبب ذالك بهبوط مداخيل الشركات مما إضطرها لخفض التكاليف عبر تقليص كلفة الأيدي العاملة سواء بالإستغناء عنهم أو تخفيض رواتبهم. الرأي العام كان لايسمح مثلا بإرتكاب مجازر علنية من أجل تخفيض التعداد السكاني للحدود الدنيا المطلوبة فكان لابد من تمرير تلك الأجندات بطريقة أخرى لا تلفت الأنظار ولا تثير الإنتباه.
الأمير فيليب والذي كان يشغل في تلك الفترة مدير الصندوق العالمي للحياة البرية في كلمته للمنتدي الإقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية سنة 1986 أن التعداد السكاني يجب أن تتم معاملته كقطيع الخراف الذي يمكن التحكم به من ناحية العدد.
إن كل ماسبق ذكره هو محاولات لتبرير أجندات سياسية لها علاقة بالسيطرة والتحكم بالموارد تحت مسمى المحافظة على البيئة وترشيد الإستهلاك خصوصا في مجال الطاقة حيث يتحول ذالك إلى وسيلة لإستخدامها للسيطرة على المستوى المعيشي بشكل عام وفرض حالة من التقشف.
بعض دعاة الحفاظ على البيئة ممن يستخدمون تلك الدعوات كستار لأجندات تستهدف بلدانا معينة قد ذهبوا في تطرفهم بعيدا حين قاموا بالترويج لإنهيار الدول الصناعية كحل لمشكلة الإحتباس الحراري. أحد هؤلاء هو كندي يدعى موريس سترونج(Maurice Strong) وهو من أشهر المشتغلين في مجال النفط في كندا وقد تولى منصب رئيس مؤتمر الأرض التابع للأمم المتحدة في العاصمة السويدية ستوكهولم سنة 1972. وتحضيرا للمؤتمر المنعقد سنة 1972 والذي كان موريس سترونج رئيسه فقد قام بالطلب تأليف كتاب (Only one earth: The care and maintenance of a small planet) من أحد أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة روكفلر رينيه ديوبس(Rene Dubos) وباربارا وورد(Barbara Ward) الناشطة البريطانية في مايعرف (Carnegie Foundation) وهو أحد معاهد الأبحاث الأمريكية. الكتاب تم الترويج له بوصفة صيغ بعناية فائقة وإحتوى كما غزيرا من المعلومات والتقارير مثل تلك التي ذكرت في كتاب (حدود النمو-The Limits of growth) ونتائج إجتماعات نادي روما ومؤسسة الحياة البرية العالمية من أن سكان الأرض هم السبب الرئيسي للتلوث(People Pollute) وكان كبريات الشركات الصناعية التي تصب مخلفات إنتاجها في البحار والأنهار والبحيرات ليس لها أي علاقة بالتلوث البيئة الذي نعاني منه.
بحلول سنة 1976 تم إستغلال الفراغ السياسي الذي حدث إثر إنتهاء حرب فيتنام حيث تم ملئ ذالك الفراغ من قبل معاهد تفكير وأبحاث وجمعيات إستغلت الفرصة لملئ الفراغ من قبل شبان وشابات يبحثون عن قضية تستحق النضال من أجلها من وجهة نظرهم.
التمويل المقدم لتلك الجميعات ومعاهد الأبحاث الموجودة والتي تكون قيد الإنشاء مصدره كبريات شركات النفط والطاقة وذالك أمر قد يثير الإستغراب ولكن من المعلوم أن تلك الشركات هي المستفيد الأكبر من الأجندات التي تتصدرها تلك الجميعات والمؤسسات وخصوصا الأرباح التي تحققها بسبب التلاعب بأسعار النفط بذريعة ندرتها وتناقصها الكميات المستخرجة منها بإستمرار.
تلك الجميعات والمعاهد بدأت في تركيز هجومها الإعلامي على الصناعة والدول الصناعية خصوصا في الأوساط الشبابية حيث تم الترويج للدول الصناعية بأنها الشر بعينة والنمو السكاني تم تشبيهه بأنه سرطان يهدد الكرة الأرضية بأكملها.
التلوث مشكلة حقيقية وموجودة وهي بالتأكيد تهدد صحة الإنسان وخصوصا التلوث الناجم عن عوادم السيارات والتي بنيت أغلبها بدون أي مواصفات فنية لتقليل التلوث ولكن إعتبار التلوث هو السبب الرئيسي في مشكلة الإحتباس الحراري فتلك فبركات إعلامية يتم الترويج لها تحت ستار الحفاظ على البيئة.
في كتاب الثورة العالمية الأولى (The First Global Revolution) فقد إعترف مؤلفة أليكساندر كينج(Dr. Alexander King) العضو المساعد في تأسيس نادي روما(Club Of Rome) ومؤسس نادي(The 1001: A Nature Trust) بما يلي:
(في بحثنا عن عدو جديد يوحدنا فقد خطرت في بالنا فكرة التلوث, الخطر الناجم من الإنحباس الحراري, نقص المياه والمجاعة وأن تلك الأفكار كافية لتحقيق أهدافنا. كل تلك الأخطار ناجة عن التدخل البشري وأنه يمكن التغلب عليها من خلال تغيير سلوكنا وتصرفاتنا. العدو الحقيقي في تلك الحالة هو الإنسانية نفسها).
وقد يتسائل البعض عن الهدف من كون الشركات الأكثر مساهمة في تلويث البيئة والتي تستمر في ممارسة تلك السلوكيات تقوم بتمويل جمعيات لمكافحة تلك الظاهرة وخصوصا أن لها تأثيرات متعلقة بإنخفاض النمو في الدول الصناعية؟
الجواب هو السيطرة على قطاع الطاقة وعلى رأسها النفط حيث يتسترون بتلك الأجندات والأهداف الإنسانية التي يزعمون تحقيقها للسيطرة على دول بأكملها.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
النهاية

No comments:

Post a Comment