Flag Counter

Flag Counter

Tuesday, September 12, 2023

من كتب الأناجيل؟

البروفيسور بارت ايرمان هو أحد أكثر الخبراء شهرةً في دراسات الكتاب المقدس وتاريخ المسيحية المبكرة ويشغل منصبا رفيعا في قسم دراسات الأديان, جامعة كارولينا الشمالية-تشابيل هيل في الولايات المتحدة. بارت ايرمان ألف عددا من أكثر الكتب مبيعا منها كتاب "هل المسيح موجود؟" والذي يتحدث فيه أنَّ يسوع المسيح شخصية تاريخية حقيقية وذلك في مواجهة آراء الملاحدة الوثنيين الذين يعتبرون أن جميع الأنبياء شخصيات وهمية.

في كتاب "هل المسيح موجود؟" الفصل السادس, يتحدث بارت إيرمان عن مشاكل رئيسية في دراسة كتب العهد الجديد خصوصا الأناجيل:

In short, the problems that the Gospels pose for scholars—the fact we do not have the original texts, that we do not know their actual authors, that they are full of discrepancies, that they contain nonhistorical, legendary materials

النسخ الأصلية مفقودة

المؤلفون مجهولون

مليئة بالأخطاء والتناقضات

أساطير ومعلومات غير دقيقة تاريخيا

كما أن الكثير من العلماء والمختصين يعبرون عن وجهة نظرهم حول الأناجيل والصعوبات التي تواجههم في دراستها والتي يمكن اختصارها في النقاط التالية:

تاريخ كتابة الأناجيل متأخر عن تاريخ الأحداث التي ترويها

اختلاف لغة الأناجيل عن لغو المسيح عليه السلام

عدم تصريح كتبة الأناجيل بالإلهام

كتبة الأناجيل ليسوا شهود عيان لما كتبوه

هناك عدد كبير من الأناجيل التي رفضتها الكنيسة

النسخ الأصلية من الأناجيل مفقودة

هناك آلاف الإختلافات بين مخطوطات الأناجيل

هناك تناقضات بين روايات الأناجيل و روايات العهد القديم

نبوءات في الأناجيل لم تتحقق

الأناجيل تحتوي على تعاليم غريبة عن دعوة المسيح

الأناجيل تحتوي على أمور غير معقولة

الأناجيل قد تعتمد على مصادر من الديانات القديمة

اختلافات وتناقضات بين الأناجيل الأربعة

الأناجيل الأربعة لا تقدم صورة وافية عن حياة المسيح وعن ثلاثين عاما قبل بداية رحلته التبشيرية ولا أي معلومات عن الفترة التي قضاها في مصر ولا عن حياته بين سن الثانية عشرة والثلاثين. الموسوعة البريطانية أشارت الى ذلك الفراغ في روايات الأناجيل بأن الحصول على ترتيب تاريخي لأحداث حياة المسيح أمر غاية في الصعوبة وأن كتاب الأناجيل لم يكونوا مهتمين بتذليل العقبات في سبيل ذلك. الإنجيل الرابع المنسوب الى يوحنا الحواري يعترف بذلك القصور في يوحنا ٣٠:٢٠(وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ) وفي يوحنا ٢٥:٢١(وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ. آمِينَ).

إنجيل القديس متى مكتوب باللغة العبرية كما ذكر يوسابيوس القيصري في "تاريخ الكنيسة" وكما ذكرت الموسوعة البريطانية نقلا عن بابياس, أحد آباء الكنيسة المتوفى سنة ١٣٠م. ولكن أقدم المخطوطات التي تحتوي على الإنجيل(السينائية, الفاتيكانية, السكندرية) مكتوبة باللغة اليونانية القديمة. كما أنَّ كاتب إنجيل متى يتحدث بصيغة (الغائب) وليس (المتكلم). هناك أثار تقاليد قديمة باللغة الآرامية القديمة التي تتشابه مع العبرية موجودة في صفحات الأناجيل وتسبق بالتأكيد تاريخ كتابة الأناجيل نفسها

الأناجيل الأربعة مكتوبة بلغة يونانية قديمة وبأسلوب حوار وثقافة يونانية راقية لا تتناسب والخلفيات المتواضعة للحواريين الإثني عشر والذي ينسب عدد من كتب العهد الجديد الى إثنين منهما وهما متى ويوحنا, الأول كان جابيا للضرائب وهي مهنة لا تتطلب ثقافة رفيعة ولا تعليما جيدا والثاني كانت مهنته صيد الأسماك.

إنجيل القديس متى يعتمد كما يرى غالبية المختصين وعلماء الند النصي على إنجيل القديس مرقس وإن كنت أختلف مع ذلك لأسباب من الممكن شرحها في موضوع لاحق أو من خلال التعليقات. ولكن المشكلة أنه من المفترض أن متى هو أحد الحواريين الإثني عشر وكان ملازما للمسيح وشاهد عيان يعتمد في سرد أحداث و روايات إنجيل على مرقس والذي كان مرافقا للحواري بطرس كما يفترض علماء مقارنات الأديان ودراسات تاريخ المسيحية المبكرة.

إنجيل مرقس لايحتوي الى أي إشارة الى أن كاتبه هو مرقس والذي يقال في ترجمته أنه كان تلميذ بطرس أو مرافقه في رحلاته التبشيرية. خاتمة إنجيل مرقس (١٦: ٩-٢٠) غير موجودة في أقدم مخطوطتين هما السينائية والفاتيكانية والذي يعود تاريخ كتابتها الى القرن الرابع والخامس ميلادي وتعتبر عند كثير من علماء النقد النصي والمخطوطات إضافة لاحقة الى الإنجيل الذي يبقى كاتبه الحقيقي مجهولا.

لوقا كان مرافقا للرسول بولس ولكن إنجيل القديس لوقا لايعكس أفكار بولس حتى أنه هناك تناقضات بين سفر أعمال الرسل(الإصحاح ١٥) والذي من المفترض نسبة تأليفه الى لوقا و رسالة بولس الى أهل غلاطية(الإصحاح ٢) حول قضية إسقاط الختان عن المهتدين الجدد. 

إنجيل القديس يوحنا وهو مختلف عن الأناجيل الإزائية من ناحية الوهية المسيح و عدد من الروايات التي لم تذكرها الأناجيل الإزائية مثل تحويل الماء الى خمر والمرأة الزانية. علماء النقد النصي والمختصين من وجهة نظرهم أنه تأليف شخصين أو ثلاثة أشخاص وأنه لايمكن تأكيد مؤلف واحد أو أن يكون المؤلف هو يوحنا أحد الحواريين الإثني عشر. كاتب الإنجيل يتحدث بضمير الغائب ثم بصيغة جمع المتعلمين ثم بصيغة المفرد بالإضافة الى إحتواء الإنجيل على تقاليد يعتقد أنها لم تتطور إلا خلال الفترة التي أعقبت القرن الأول من وفاة المسيح المزعومة على الصليب وقيامته. كما أن إنجيل القديس يوحنا يتعارض مع الأناجيل الإزائية الأخرى في عدة أمور منها أن صلب المسيح كان بتاريخ ١٤/نيسان بينما بقية الأناجيل ١٥/نيسان, لايذكر تفاصيل القربان المقدس أو العشاء الأخير وهي من شعائر المسيحية الأكثر أهمية, يذكر إنجيل يوحنا أن رسالة المسيح و رحلته التبشيرية إستغرقت ثلاثة أعوام بينما في الأناجيل الإزائية عاما واحدا.

إذا يبقى السؤال وهو من كتب الأناجيل" وذلك بدون أي إجابة حاسمة وأنا مازلت لم أتكلم إلا عن تفاصيل صغيرة من المشاكل التي تعترض مصداقية الأناجيل وهوية كاتبيها الحقيقية وإن شاء الله في التعليقات سوف أتابع الكتابة عن النقاط الأخرى التي ذكرتها في مقدمة الموضوع.

مع تمنياتي للجميع دوام الصحة والعافية

رابط الموضوع على مدونة علوم وثقافة ومعرفة

الرجاء التكرم الضغط على رابط الموضوع بعد الإنتهاء من كتابته لتسجيل زيارة للمدونة

النهاية

No comments:

Post a Comment